شنت وسائل الإعلام والصحف الصهيونية، حملة تحريض واسعة على محمد أبو تريكة نجم منتخب مصر لكرة القدم بعد إبرازه التعاطف مع الفلسطينيين المحاصرين في قطاع غزة، برفعه شعار "تعاطفًا مع غزة" عقب إحرازه الهدف الثاني في المباراة أمام السودان في بطولة الأمم الإفريقية بغانا.
وتدعو تلك الحملة، الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" إلى معاقبة أبو تريكة جزاء تعاطفه مع الفلسطينيين المحاصرين في قطاع غزة، بعدما رأت في تعاطفه رسالة سياسية محظورة في الملاعب.
فعلى موقع صحيفة "معاريف" الصهيونية نشرت صورة كبيرة لأبو تريكة، وقد كشف قميصه الداخلي الذي يبدي فيه التضامن مع إخوانه الفلسطينيين، وقالت الصحيفة في عنوانها: "لماذا نقول لا للسياسة الآن؟" معتبرة أن ما قام به يتنافى مع القوانين الدولية الرياضية.
وعلى الموقع نفسه، كتب شخص يدعى "موشيه" قائلا "يا رب تنهزم مصر من زامبيا!.. هل يتخيل الظالم والمتغطرس أن الله معه؟!"، وذلك تعليقًا على قارئ من عرب 48 أشاد بأبو تريكة قائلاً: "كلنا نعاني في غزة وفي المدن العربية داخل أراضي 48".
كما رد صهيوني آخر على عربي يقول: "كلنا بنحب أبو تريكة"، وقال "إننا نشجع لاعب غانا بنسيل الذي يلعب لفريق هابوعيل الصهيوني فقد رفع علم الكيان الصهيوني في مونديال ألمانيا". وكان هذا اللاعب رفع العلم الصهيوني عقب إحراز فريقه هدفا في مونديال ألمانيا تعبيرا عن حبه للكيان الصهيوني الذى يلعب في أحد أنديتها، ووجه له تحذير بعدم تكرار ذلك مستقبلا.
بينما حرض موقع "أموميديا" الصهيوني، الفيفا والكاف على وقفه وترحيله من غانا وعلى المراقبة الحثيثة لمباريات مصر القادمة في البطولة. في حين اتهمت القناة العاشرة الصهيونية، أبو تريكة بأنها "أقحم" السياسة والدين معا في بطولة رياضية خلافا للقواعد المتعارف عليها، واستشهدت بتصريح قال فيه إن ما قام به جاء "تعاطفا مع أهلنا في غزة لأننا جميعا مسلمين".
لكن الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1948 عبروا عن تأييدهم وفخرهم بتصرف أبو تريكة، وقال أحدهم "كلنا نحب أبو تريكة". واحتفى به موقع فلسطيني اسمه "بكرا" ووضع صوره بشكل بارز، متلقيا مئات الرسائل التي تشيد به.
وعقب المباراة التي شهدت قيامه بالكشف عن رسالته التضامنية قال أبو تريكة في تصريحات للصحفيين إن ما فعله لم يكن له دلالة سياسية مقصودة وإنما يعبر عن بادرة شخصية منه لإبداء تضامنه مع أهالي غزة من ناحية إنسانية.
وقد نجحت الحملة التي قادها الصحفيون والإعلاميون العرب الذين وجهوا رسائل إلى الفيفا والكاف تؤكد أن ما قام به اللاعب كان الدافع إليه تصرف إنساني محض ولم تنطوي على رسالة سياسية.
وكان أبو تريكة نفسه قد علق قبل بدء البطولة على نشر تقرير عنه في صحيفة صهيونية عنه تحت عنوان "أسطورة كرة قدم حقيقية"، بقوله إنه لا يشرفه نشر اسمه في الصحف الصهيونية "لأنها تنتمي للعدو الصهيوني الذي استولى على أرض فلسطين ويمارس سياسة وحشية ضد الشعب الفلسطيني الشقيق".
ومن ناحيتهم وجهة أهل غزة المحاصرين تحية التقدير والاعتزار على هذا الموقف الرائع منه اتجاهم فقد عبرت رابطة شباب فلسطين الخيرية عن تقدير ها العميق الى اللعب محمد أبو تريكة وقالت ان تضامنه مع أهلنا المحاصرين هى علامة فارقة تدل على مدى أصيلة هذه القضية على أنها قضية عربية واسلامية تهم كل من لديه ضمير وروح الأخوية الاسلامية والعربية وكما وجهت كل التحية الى الشعب المصرى العظيم الذى انجب هذا اللاعب العظيم