من طرف قيثارة الشرق الأربعاء 13 فبراير 2008, 2:46 pm
بسم الله الرحمن الرحيم
صباح الخير
فور صدور القرار يوم الاثنين الماضي كنت اتابع ردود الفعل الشعبية التي كانت ما بين متفألة ومتشاءمة ما بين راضية وما بين ساخطة كان هناك استنفار كامل في المنتديات ورسائل الجوال والفضائيات تعليقا عل هذا
الخبر واصبح خلال دقائق حديث الشارع بلا منازع
وكنا نسمع أصوات تنادي لماذا لم تكن 20% او 30% أو 50%
وتسألت في قرارة نفسي ما ذا لو كانت الزيادة 50 % ؟؟
هل يستطيع هذا المجتمع الاستهلاكي استعابها وترشيدها وانفقاها فيما ينفع ويدفع الي الامام !!
او يبني مجتمعا متطور علميا وثقافيا وسلوكيا. !!
ام ان من لديه ساعتين سوف يكون لديه اربع ومن لديه خادمه سوف يكون لديه اثنتين ومن كان لديه جوال سوف يكون لديه اثنين او أكثر من لديه ثلاجة مثقلة بالمواد الغذائية سوف يكون لديه اثنتين وهكذا تسير القافلة
ولو لا حظنا ان الصرف هنا ليس الا صرفا استهلاكي هستيري محضا بلا وعي وبلا ادراك او إدارة حكيمة تغيب فيه العقول وتعمل فيه العواطف وتبدأ المنافسة بين الشباب بعضهم البعض وبين الفتيات بعضهن البعض في نوعية المشتريات والعدد والعدة والماركة والاسم ومحل الصنع ومحل البيع والي ما لاهنالك !!!
وتبدأ لعبة المظاهر الخداعة تلعب لعبتها والاقنعة الكاذبة التي تضع على وجيهنا بالسطوع واللامعان والحقيقة مرة وهي اننا بهذا السلوك نعبر عن كوننا مجمتعا اجوف لا نفكر الا بعد ان نقرر وليس العكس كما هو الطبيعي !!!
لقداستوقفتني هذه العقلية الاستهلاكية كثيرا في كثير من العواصم والبلدان التي زرتها وارى فيها الخليجين وهم ينفقون بلا حسيب او رقيب وسط ذهول من الأوروبيين والشرقيين ابتداء من لندن وباريس وجنيف وانتهاء بكولالمبور وبانكوك ودبي لا شئ إلا الشراء بشغف وبكميات كبيرة اكثر بكثير من الاحتياج بشكل رهيب وغريب,
واتسأل اين الدين اين العقل واين المنطق في ذلك اين الاحساس بالمسؤلية الاجتماعية ؟؟؟
ولا تنتهي المشلكه هنا ولكن تستمر في المطارات الدولية حيث مشاكل الشحن الزائد والعفش المتراكم للخليجين والذي يحتاجون الي طائرات شحن خاصة ترافقهم اذا استمر الوضع على ماهوعليه وهذا السيناريو بالتصاعد .
فشر البلية ما يضحك ولكن ضحك ممزوجا بالدموع على واقع الحال ولا أنسى أنني في احد المرات استوقفتني مسؤلة احد الفنادق في ماليزيا
وسألتني سؤال غريب جداحينما قالت: اليس في بلادكم اسواق ومراكزتجارية فذهلت !!
فقلت بلا, يوجد وكثير جدا..
فقالت أن الخليجين يأتون بشنطة او شنطتين ويعودون بسبع او ثمان وهذا نحن هنا لا نفهم منه الا انه لايوجد لديكم اسواق في بلادكم !!
فعلا أن سلوكنا الاستهلاكي بحاجة الي اعادة نظر كبيرة من جميع الاطراف ووقفة تأمل نرسم بعدها سلوكنا المنظبط للمستقبل فنحن مؤمورون دينا بالاقتصاد وعدم الاسراف والتبذير والانفاق بحكمة وتوازن وتعقل وفيما ينفع فالمال مال الله عز وجل ونحن مؤتمنون في إدارته وتصريفه وبعد ذلك محاسبون على نهجنا الذي اتخذنا ودربنا الذي سلكنا, ولن نفلت من المساءلة ولنكن عمليين اكثر ونحاول ان نتذكر ان هناك مليون مسلم يموتون من الجوع في أفريقيا بسبب الفقر والحاجة وهم يأكلون أوراق الشجر والجيف وبواقي الأكل من القمامة
هل نتذكر فقراء ومحتاجون تقطعت بهم السبل في بلادنا وبين ظهرانينا لا عون لهم بعد الله الا نحن تعففوا عن السؤال واقفلوا الباب على انفسهم وامنوا ان السؤال لغير الله مذلة
كيف سيكون سلوكنا عندما نعرف ان فقط 16 هللة تنقذ آخا مسلما لي من الموت في أفريقيا !!
وان هللة واحدة فقط تنقذ أخا مسلما لي من العمى أيضا في أفريقيا !!
ولكن هل ننفصل عندما نذهب للتسوق او يبدأ سلوكنا الاستهلاكي بالعمل بعيد عن ديننا وعقولنا ونعيش بلا وعي وبلا منطق وتكون هناك شخصية اخرى لا تريد ان تتوقف عن الشراء او على اقل تقدير التفكير بالشراء لانه متعة عن البعض …..
هنا أدركت أن لو كانت الزياده 100% وليست 5% فهي غير مجدية في ظل هذا النمط من التفكير الاستهلاكي الصرف البعيد كل البعد عن الادخاراو الاستثمار او التخطيط الواضح للحياة لن تستفيد منها الا قطط الشوارع التي تعيش على فضلات شعوب ترمي اكثر من نصف ما تأكل في سلال النفيات للاسف لن يستفيد منها الا شركات الاتصالات التي وجدت شعبا فيه المراهق الذي بلاعمل يحمل اكثر من رقم جوال وفواتيره بالالاف فكيف بالكبير الذي يعمل !!
لن يستفيد منها الا شركات الكهرباء فالخليجيون بلا فخر من اكثر عشرة شعوب في العالم استهلاكا للكهرباء !!
لن يستفيد منها الا دول اسيا الوسطى وشرق اسيا الذين صدرولنا شعوبهم ليخدومنا ويقدموا لنا كأس الماء الذي امامنا حتى اصبح المواطن اقلية في بلده حيث الاجانب اكثر من المواطنين !!
وهناك عرفت فقط ان الامم المنتجة هي من غيرت ثقافتها وافكارها واتبعت شعار الانتاج اولا وليس الاستهلاك اولاًالاعتماد على الذات اولا وليس الاعتماد على الغير اولا ...
فكيف يستهللك الانسان قبل ان ينتج ويبني الدور الثاني وهو بلا اساس او قواعد !!!
انها وقفات اضعها بين اياديكم وليس من العيب ان نخطيء او تزل بنا الاقدام ولكن العيب ان تستمر في الخطاْ ونستمر في هذا النهج السلبي فلنعيد النظر ونتبصر في حالنا واحولنا وعندما نضبط الإيقاع و نحكم الادراة ونخطط لغدا افضل خالي من الاسراف والتبذير والمظاهر الكذابة والتنافس الساذج والايطار السطحي للحياة ونهتم بالتخطيط والتنظيم والعمل الجاد المثمرسوف نعرف معنى الحياة الحقيقي الذي خلقنا الله من اجلها وتتجلا في قوله تعالى ( واعبد ربك حتى يأتيك اليقين) …
وسوف تحل البركة في اموالنا واولادنا ونحيا حياة السعداء بأذن الله.
وأخيرا قبل أن نقدم على اي قرار استهلاكي مشكوك في صحته فلنتذكر اخواننا الفقراء والمساكين والمحتاجين والذي ربما ان تحييهم بالقليل من الريالات وهذا المعني من معاني الانتاج والعطاء المؤمورين به والمؤجورين علية
ولا ننسى قول الحليم الحكيم (( و من احيا نفسا فكانما احيا الناس جميعا ))
فلنعيد النظر ونأخذ العبر ونكون مثل القمر مضيئين منتجين فاعلين للخيرات مجتنبين للآفات
ودمتم سالمين وغانمين
تقبلو ودي
قيثارة الشرق