د. داغستاني يجمع 1.25 مليون عملة معدنية
عاشق الكباريت يمتلك أكثر من 100 ألف علبة
هناك الكثير من الهوايات التقليدية التي يشترك في الاهتمام بها عدد كبير من الناس، خاصة تلك الهوايات التي تتعلق بالمقتنيات . ولعل اقتناء العملات والمخطوطات والأعمال الفنية القديمة أو التحف الأثرية يأتي في مقدمة هذه الهوايات. وهوايات الاقتناء هي في الغالب مكلفة، ولكنها قد تكون مجالاً للاستثمار، إذ تزداد قيمة هذه المقتنيات بمرور الزمن. وهناك دور متخصصة في العالم تهتم برصد هذه المقتنيات وتقيم المزادات الخاصة بها.
وإذا كان عامل الاستثمار في هذه المقتنيات مهماً، إلا أن ذلك لا ينفي عامل العشق والتعامل مع هذه المقتنيات كهواية، وإن كانت هواية مكلفة عموماً.أما الهوايات غير التقليدية في عالم المقتنيات، فهي عالم لا حدود له. وتزخر موسوعة «جينيس» للأرقام القياسية في طبعتها المتجددة كل عام بعدد كبير من غرائب الهوايات.
فهناك من يقتني قائمة الطعام Menu للمطاعم، أو الأكواب، أو الملاعق، أو المسابح، أو العدد الأول من الجرايد والمجلات، أو الساعات، أو الأقلام، أو طوابع البريد. ولكل هواية من هذه الهوايات جاذبيتها وعشاقها والمهتمون بها.
هوايتان فريدتان
وفي هذا التقرير، نقف على هوايتين فريدتين من خلال زيارتنا لمنزل الدكتور عبدالعزيز إسماعيل داغستاني بالرياض. الهواية الأولى قد تكون تقليدية أو معروفة وهي جمع قطع النقود المعدنية. أما الهواية الثانية فهي التي قد تشدك كثيراً، إذ هي هواية لجمع منتج قد يندثر قريباً بعد أن تراجع إنتاجه واستهلاكه إلاَّ في حدود ضيقة جداً، وذلك لعدة أسباب منها تحول الناس إلى البدائل (الولاعات - القداحات) أو الحظر المتزايد على التدخين، وبالتالي انتفاء الحاجة إليه. إنها هواية جمع «علب الكباريت» كما تسمى في المملكة العربية السعودية، أو «علب أعواد الثقاب». وجمع علب الكباريت هي الهواية الثانية للدكتور داغستاني التي نتحدث عنها.
جمع العملات
عن هوايته الأولى في جمع قطع النقود المعدنية، العملات، قال الدكتور داغستاني؛ لقد بدأت في جمع هذه القطع المعدنية خلال إقامتي بالولايات المتحدة الأمريكية في مرحلة دراسة الدكتوراة بجامعة هيوستن بمدينة هيوستن بولاية تكساس، وتحديداً منذ عام 1975م. وقد بدأت رحلتي مع هذه الهواية بقليل من السنتات الأمريكية ووصل عدد القطع التي أمتلكها الآن بعد نحو 33 عاماً إلى أكثر من مليون وربع مليون قطعة عملة من جميع أنحاء العالم، منها بعض القطع الإسلامية التي يعود عمر بعضها إلى عام 129هـ، وقطع أخرى إلى ما قبل الميلاد، وبعضها من القرن الثامن عشر الميلادي، وكثير منها بعد ذلك.
وعملية جمع هذه العملات مكلفة ومضنية، حيث أنفق عليها الكثير وإن كان بعض زملائي المقربين يشاركونني في ذلك حيث أطلب منهم تزويدي بما لديهم أو ما يتبقى لديهم من رحلاتهم. كما أنني على تواصل مع العديد من الجهات المختصة في تداول العملات المعدنية داخل وخارج المملكة العربية السعودية.
جمع علب الكباريت
عاشق الكباريت يمتلك أكثر من 100 ألف علبة
غلاف مجلة عالم الاقتصاد العدد 193 |
وإذا كان عامل الاستثمار في هذه المقتنيات مهماً، إلا أن ذلك لا ينفي عامل العشق والتعامل مع هذه المقتنيات كهواية، وإن كانت هواية مكلفة عموماً.أما الهوايات غير التقليدية في عالم المقتنيات، فهي عالم لا حدود له. وتزخر موسوعة «جينيس» للأرقام القياسية في طبعتها المتجددة كل عام بعدد كبير من غرائب الهوايات.
فهناك من يقتني قائمة الطعام Menu للمطاعم، أو الأكواب، أو الملاعق، أو المسابح، أو العدد الأول من الجرايد والمجلات، أو الساعات، أو الأقلام، أو طوابع البريد. ولكل هواية من هذه الهوايات جاذبيتها وعشاقها والمهتمون بها.
هوايتان فريدتان
وفي هذا التقرير، نقف على هوايتين فريدتين من خلال زيارتنا لمنزل الدكتور عبدالعزيز إسماعيل داغستاني بالرياض. الهواية الأولى قد تكون تقليدية أو معروفة وهي جمع قطع النقود المعدنية. أما الهواية الثانية فهي التي قد تشدك كثيراً، إذ هي هواية لجمع منتج قد يندثر قريباً بعد أن تراجع إنتاجه واستهلاكه إلاَّ في حدود ضيقة جداً، وذلك لعدة أسباب منها تحول الناس إلى البدائل (الولاعات - القداحات) أو الحظر المتزايد على التدخين، وبالتالي انتفاء الحاجة إليه. إنها هواية جمع «علب الكباريت» كما تسمى في المملكة العربية السعودية، أو «علب أعواد الثقاب». وجمع علب الكباريت هي الهواية الثانية للدكتور داغستاني التي نتحدث عنها.
جمع العملات
عن هوايته الأولى في جمع قطع النقود المعدنية، العملات، قال الدكتور داغستاني؛ لقد بدأت في جمع هذه القطع المعدنية خلال إقامتي بالولايات المتحدة الأمريكية في مرحلة دراسة الدكتوراة بجامعة هيوستن بمدينة هيوستن بولاية تكساس، وتحديداً منذ عام 1975م. وقد بدأت رحلتي مع هذه الهواية بقليل من السنتات الأمريكية ووصل عدد القطع التي أمتلكها الآن بعد نحو 33 عاماً إلى أكثر من مليون وربع مليون قطعة عملة من جميع أنحاء العالم، منها بعض القطع الإسلامية التي يعود عمر بعضها إلى عام 129هـ، وقطع أخرى إلى ما قبل الميلاد، وبعضها من القرن الثامن عشر الميلادي، وكثير منها بعد ذلك.
وعملية جمع هذه العملات مكلفة ومضنية، حيث أنفق عليها الكثير وإن كان بعض زملائي المقربين يشاركونني في ذلك حيث أطلب منهم تزويدي بما لديهم أو ما يتبقى لديهم من رحلاتهم. كما أنني على تواصل مع العديد من الجهات المختصة في تداول العملات المعدنية داخل وخارج المملكة العربية السعودية.
جمع علب الكباريت
عملات |
وعن هوايته الثانية، قال الدكتور داغستاني، هذه هي الهواية المتميزة وبدأت معي أثناء ترددي لمطعم Victoria Station في مدينة هيوستن في حقبة السبعينات الميلادية، إذ كان يقدم «علب كباريت» متميزة في شكلها لعملاء المطعم.
عندها بدأت عندي هذه الهواية، ووصل عدد علب الكباريت التي أمتلكها الآن إلى أكثر من 100 ألف علبة، وهي كمية قد تكون قياسية وقد تؤهلني للدخول إلى موسوعة «جينيس» للأرقام القياسية، وإن كان بعض هذه العلب مكررة، ولكنها عموماً كمية قياسية وقد تكون نادرة، بل قد لا يكون هناك شخص يمتلك مثلها في العالم.
كمية من الكبريت |
وأذكر أن بعض علب هذه الكباريت قد يعود لحقبة الأربعينات أو الخمسينات الميلادية من القرن الماضي، إذ اشتراها أخي عصام أحمد عبيد، يرحمه الله، من أحد اللوردات في مدينة لندن وقدمها لي كهدية.
وكثير من علب الكباريت التي أمتلكها هي لمحلات وفنادق ومطاعم من جميع دول العالم، أو لحفلات زفاف أو لمناسبات خاصة، أو لبعض خطوط الطيران التي لم تعد تقدمها الآن بعد حظر التدخين في الطائرات، وبعضها لخطوط طيران غيرت شعارها أو اندمجت مع خطوط طيران أخرى.
ومثلما يشاركني بعض زملائي في جمع العملات، فإنهم يشاركونني أيضاً في جمع علب الكباريت، وفي مقدمتهم اللواء كمال سراج الدين واللواء عبدالقادر عبدالحي كمال، عضو مجلس الشورى، الذي قال لي ذات مرة، إنه يشعر بالقلق إن دخل فندقاً أو مطعماً خلال سفرياته ولم يجد به علبة كباريت.
ثروة حقيقية
وبحكم تخصصه في الاقتصاد، سألنا الدكتور داغستاني، هل يعتبر هذه الهواية استثماراً؟ قال هي كذلك، وهي أيضاً عشق واهتمام، مؤكداً أنها ثروة متراكمة، خاصة وأن ما لديه من علب الكباريت تعتبر تحفة فنية قد تمثل قطعة ديكور ثمينة يندر أن تجد مثلها.
وعند سؤاله عن قيمة هذه المقتنيات، قال إن من الصعب تقييمها فهي مسألة تخضع لتقدير الشخص الذي يعرف قيمة هذه المقتنيات النادرة والتي تضفي على مقتنيها نوعاً من التفرد الذي قد لا يخلو من الإعجاب.
وبسؤاله بأي ثمن يمكن أن يتخلى عن هذه الثروة، اكتفى بالنظر إليها وقال إنها مقتنيات ثمينة ولا يُقدِّر قيمتها إلاَّ عاشق أو صاحب ذوق رفيع، وكأنه يقول.. ها.. «وريني شطارتك».